4

Header Ads


معاناة بعض المهاجرين بأمريكا من التّأخّر في الزّواج أوعدم القدرة عليه

معاناة بعض المهاجرين بأمريكا من التّأخّر في الزّواج أوعدم القدرة عليه :

Résultat de recherche d'images pour "emigrant suufer in usa"

    يعاني بعض المهاجرين من العزوبيةِ الطّويلةِ الأمدِ نتيجة نظام العيش الأمريكي ونمط الحياة اليومية. والزّواج هي حاجة إنسانية فطرية جَبَلَ اللهُ تعالى عليها البشر، وركّب فيهم غرائز من أجل الاستمرار في الحياة لتكوين أسرة، ومن خالف الفطرة والصّواب والطّبيعة البشرية فمصيره العنت والمشقّة. والسّعادة الزّوجية تُصنع وتُبنى ولا تأتي من فراغ، والمحبة تُتجدّد وتطهّر كلّما حصل عارض، وعندما تصبح العلاقة بين الزوجين في شنآن وعدم تفاهم تُجبر ويُضحّي أحدهما من أجل الآخر لتستمر السّفينة في السّير وسط الأمواج الهائجة العالية، وإلاّ كانت عرضة للغرق. وينبغي لطالب الزّواج الدّعاء الصّادق والتّوجّه لله تعالى في تيسير العثور على الشخص المناسب.
    والزّواج والأبناء منحة ربّانية ونعمة عظيمة يقسّمها الله عزّ وجلّ كيف يشاء في الوقت الذي يريد، قال تعالى: "لكلّ أجل كتاب" سورة الرّعد، وقال تعالى:"يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوّجهم ذُكْرانا وإناثا، ويجعل من يشاء عقيما، إنّه عليم قدير" سورة الزّخرف.
     وفي البلدان الإسلامية، يُعاني الشّباب والشّابات من عدم القدرة على الزّواج بسبب الظّروف المالية الرّهيبة. أمّا في أمريكا فالأمر مختلف، حيث توجد ظروف مالية مناسبة وفرص كثير للبَاءَة، ولكن للأسف لا يستطيع بعض المهاجرين ذكورا وإناثا الزّواج، أو يتأخّرون في عقد القران إلاّ بعد تجاوز سنّ الثّلاثين أو الأربعين لعدّة عوامل وظروف، وسنتحدّث في هذا الموضوع من باب الأخذ بالأسباب المأمورين بها شرعا وعقلا، ومعلوم أنّ كل شيء هو قضاء وقدر وقسمة ونصيب لحكمة ربانية.

ومن بين أهمّ الأسباب المعيقة للزّواج:

-عدم وفرة الفرص للتّعارف واللّقاء لإيجاد شخص مناسب ذي أفكار وأهداف ومبادئ وثقافة وعادات متقاربة. وفي اعتقادي هذا من أعظم الأسباب.
-البحث عن شخصية خيالية كاملة الأوصاف الخِلْقية والخُلُقية وبالشّروط التّعجيزية غير المعقولة أو المشروعة. ولا يوجد شخص على الإطلاق كاملا.
-عدم وجود أشخاص رسميين ثقة أو مؤسّسة زواج تقوم بدور الوساطة الشّرعية في التّزويج والتّعريف بين الباحثين في إطار محافظ ونزيه خال من الوقوع في الشّبهات، باستثناء بعض المساجد أو الأشخاص الفضلاء المعدودين.
- الانشغال اليومي في بناء المستقبل، وذلك بالعمل ليل نهار لمدّة عدّة سنوات لتحسين الوضعية المادّية للمهاجر أو لمساعدة أفراد عائلته. فلا يتسفيق المهاجر من سُباته حتّى يجد نفسه مُتَأخِّراً عن الرّكب.
- الخوف من تحمّل المسؤولية الأسرية والهروب من تبعات إنجاب الأبناء.
- التّراخي في أخذ قرار الزّواج وعدم أخذه بجدّية وحزم، والاكتفاء بالتّعارف مع عدّة أشخاص بدون أهداف حقيقية، والاقتصار على المحادثة الفارغة من حيث المضمون والأخلاق والعيش في الوهم المُتَبَدِّد وأحلام اليقظة.
-الاعتقاد الخاطئ عند البعض أنّ الشّخص المقيم خارج أمريكا ذكراً كان أو أنثى ما هو إلاّ طامع في الحصول على البطاقة الخضراء Green Card، وليست له النّية في استمرار الزّواج بشكل دائم، وقد ذكرنا من قبل أنّ من شروط الحصول على إقامة دائمة لهذا الشّخص الآتي من خارج أمريكا هو وجود سنتين من الزّواج داخل الأراضي الأمريكية. ولا ننفي وجود ظاهرة الرغبة في زواج المصلحة والمنفعة المؤقّتة والدّخول للبيوت من غير أبوابها، وإنّما نحذّر من الوقوع في فخّ التعميم والإطلاق.
-اختيار البقاء بدون زواج حتّى تنتهي مرحلة الدّراسة، ولابدّ أن نُذَكِّر أنّ هذه المرحلة تمتدّ لعدّة سنوات، ولنأخذ مثالا توضيحيا بشكل عامّ دون الخوض في الاستثناءات والتّفاصيل:
 فبعد مرور سنة من استقرار المهاجر في ولاية ما، يبدأ في دراسة اللّغة الإنجليزية دراسة أكاديمية مُخوّلة لولوج Community College أو University وتستمر عادة سنة على الأقل، ثمّ الحصول على Associate Degree الذي يستغرق ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات، ومن المهاجرين من تستغرق المدّة عندهم أكثر من ذلك. يعني أنّ عدد السّنوات الممتدة من أوّل يوم وصول المهاجر إلى أمريكا إلى يوم التّخرج من Community College هي ما بين أربع إلى ستّ سنوات.
ومعلوم أنّه كلّما تقدّم الإنسان في العمر إلاّ وقلّت فرص الزّواج خاصّة عند الإناث، والواقع هو خير دليل. آنذاك تبدأ الفتاة بالتّنازل عن بعض الشّروط وإن كانت مشروعة ومعقولةى، والقبول ببعض الأمور التي لم تكن ترضاها من قبل. ونفس الأمر قد يحدث عند الذّكور في بعض الأحيان. وفي هذه الحالة قد تكون الفتاة ارتكبت خطأً جسيماً خاصّة إذا كان طالب الزّواج صاحب خلق ودين وصلاح، حيث فوّتت عليها شخصا يعينها على أمر دينها ودنياها وآخرتها، كما أنّه يمكن لها أن تتفرّغ بشكل كلّي للدّراسة، بينما هو يوفّر لها عيشا كريما وأسباب النّجاح والدّراسة في أجواء بعيدة عن التّوتّر والقلق النّاتج عن العمل.

وقد تحدّثنا من قبل أنّ الزواج الأبيض خطّة فاشلة بغض النّظر عن عدم قانونيتها بأمريكا ومخالفتها الشّرعية وتبعاتها الإدارية والمالية والقانوية، أنظر المقال التّالي:


القيام بمهمّة الوساطة في الزوّاج Matchmaking:

أعتقد أنّ هذه الخدمة الشّريفة قد تساعد البعض في العثور على الزّوج شرط أن يكون أصحابها من ذوي المروءات وحفظ الأسرار والأعراض والخصوصيات، خاصّة في المراكز والمساجد والجمعيات الإسلامية.

وبعد عرض هذه الأسباب، ينبغي لكلّ قادم جديد إلى أمريكا التّخطيط لهذا الأمر والتّعجيل به قبل فوات الأوان، لأنّ الفرص الكثيرة موجودة فقط في بلاده، أمّا المواقع الإلكترونية الخاصّة بالزّواج أو التّعارف عن بعد فإنّ ذلك لا يُؤتي أُكْله ولا تظهر فائدته، بل قد يكون ضرره أكبر من نفعه. والوحدة والعزوبية هي قاتلة ومدمّرة لنفسية البعض، عجّل الله فرجهم ورزقهم أزواجا صالحين..




ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.