"واكاتشينا”…واحة الصحراء في البيرو تجتذب السيّاح من كافة أنحاء العالم
"واكاتشينا”…واحة الصحراء في البيرو
وسط الكثبان الرملية الممتدة في قلب الصحراء التي تغطي المناطق المجاورة لمدينة "إيكا” في جمهورية البيرو -على الجانب الغربي من أمريكا الجنوبية- تقع واحة صغيرة تمتاز مياهها باللون الأخضر الزمرّدي، وتدور حولها العديد من الأساطير على الرغم من مميزاتها الخاصة جداً.
إنها بحيرة "واكاتشينا” التي يأتي ماؤها من تيارات المياه الجوفية، ذلك أن الطبيعة الصحراوية للمنطقة تؤكد لدى الباحثين أنه من المستحيل أن يكون مصدرها المياه السطحية على غرار الأنهار والبحيرات.
المستحيل، والأساطير، والمميزات، والصحراء… كانت كلها وراء رحلة "توريزموماغ” إلى بحيرة "واكاتشينا” العجيبة، التي يسميها السكان المحليون "واحة صحراء البيرو”.
إنها بحيرة "واكاتشينا” التي يأتي ماؤها من تيارات المياه الجوفية، ذلك أن الطبيعة الصحراوية للمنطقة تؤكد لدى الباحثين أنه من المستحيل أن يكون مصدرها المياه السطحية على غرار الأنهار والبحيرات.
المستحيل، والأساطير، والمميزات، والصحراء… كانت كلها وراء رحلة "توريزموماغ” إلى بحيرة "واكاتشينا” العجيبة، التي يسميها السكان المحليون "واحة صحراء البيرو”.
الأساطير
تروي الأساطير أنه في عصر شعب "الإنكا” ***(سنة 1100ق.م. حتى الغزو الإسباني سنة 1532م.) كانت خادمة جميلة عذراء تسير على غير هُدى وسط هذه الصحراء وتبكي بحرقة حداداً على فقدان حبيبها، وقد انهمرت الدموع بغزارة من عينيها حتى بلّلت الرمال وتجمّعت على شكل بحيرة مياهها خضراء مثل لون عينيها!
والواقع أن كلمة "واكاتشينا” تعني بلغة "الكيشوا” المحلية "المرأة الباكية” (واكا: الباكية، وتشينا: المرأة).
ويقال أنه حتى في الليالي المقمرة، عندما يكتمل البدر، يمكن سماع بكاء الخادمة الجميلة المفجوعة على حبيبها.
وتفيد التقاليد الشعبية بأنه لا ينبغي أن يسبح الرجال في مياه الواحة، لأن الخادمة تحولت إلى حورية من كثرة البكاء حداداً على حبيبها، ولأنها في كل سنة تختطف رجلاً إلى أعماق البحيرة.
والواقع أن كلمة "واكاتشينا” تعني بلغة "الكيشوا” المحلية "المرأة الباكية” (واكا: الباكية، وتشينا: المرأة).
ويقال أنه حتى في الليالي المقمرة، عندما يكتمل البدر، يمكن سماع بكاء الخادمة الجميلة المفجوعة على حبيبها.
وتفيد التقاليد الشعبية بأنه لا ينبغي أن يسبح الرجال في مياه الواحة، لأن الخادمة تحولت إلى حورية من كثرة البكاء حداداً على حبيبها، ولأنها في كل سنة تختطف رجلاً إلى أعماق البحيرة.
النزهة بالقوارب
يا له من خيال لدى الإنكا!… على أي حال، ولكي يطمئن الجميع، فإن الناس لا يستحمون في هذه الواحة عادةً، ثم أن مياهها ملوثة إلى حد ما بسبب مياه الصرف الصحي التي لا تتم معالجتها بالطريقة المناسبة والتي غالباً ما تصل إلى الواحة. ومع ذلك، فإن مياه البحيرة تبدو نظيفة ويمكن لمَن يرغب القيام بنزهة فوق مياهها باستخدام القوارب.
الخمس الأجمل
المشهد مذهل حقاً، فليس من السهل أن يرى المرء واحةً في هذه المنطقة من العالم. ولأنه أمرٌ نادر الحدوث في أمريكا اللاتينية، فمن الجيد أن تتاح للسائح مثل هذه التجربة من دون أن يضطر للذهاب الى الصحراء الإفريقية الكبرى أو إلى الشرق الأوسط حيث توجد 4 واحات أخرى تندرج –إلى جانب واكاتشينا هذه- ضمن قائمة البحيرات الخمس الأجمل في العالم.
الليل والنهار
يقول دليلنا إن بحيرة "واكاتشينا” كانت تلقى إقبالاً منقطع النظير في البيرو إبان الأربعينات، حيث شاع الاعتقاد بأن لمياهها خواصاً علاجية للعديد من الأمراض, وهكذا أصبحت المنتجع المفضّل في تلك البلاد.
ومما تمتاز به هذه البقعة الساحرة أن حرارة الشمس فيها لا ترحم ويمكن أن ترتفع كثيراً خلال النهار…
لكن الليل فيها يكون بارداً ودرجة الحرارة يمكن أن تنخفض حتى 10 مئوية تحت الصفر.
ومما تمتاز به هذه البقعة الساحرة أن حرارة الشمس فيها لا ترحم ويمكن أن ترتفع كثيراً خلال النهار…
لكن الليل فيها يكون بارداً ودرجة الحرارة يمكن أن تنخفض حتى 10 مئوية تحت الصفر.
تجارب جديدة
واليوم، تشتهر "واكاتشينا” بأكثر من تجربة جديدة يمكن أن تتخذ من الصحراء المحيطة بالواحة مسرحاً لها، وتتنوع بين صعود ونزول الكثبان الرملية بأقصى سرعة بواسطة عربات الـ”باغّي” الشهيرة.
أو التزلج على الرمال بواسطة ألواح التزلج العادية التي تُستخدم في التزلج على سطح الماء.
أو الوثب والقفز فوق رمال الصحراء.
أو إطلاق العنان للجسم كي يتزحلق و”يسبح” على سجيته فوق الرمال.
أو السير حافياً لمسافة كافية يتم خلالها تدليك القدمين ولتنشيط الدورة الدموية في كامل الجسم.
أو مجرد التأمل في المناظر الطبيعية الصحراوية الرائعة.
"تسرُّب” الرمال
ولأن لكل شيء ثمناً، ولأن حبّات الرمل الدقيقة تتسرّب مع كل حركة إلى العينَين والأذنَين والأنف والفم، ينصح سكان واكاتشينا هواة هذه الرياضة بالحرص على حماية أجسامهم من تسرُّب الرمال قدّر الإمكان، كما يوجّهون إلى عدم إخراج الذراعَين والساقين خارج الألواح كي لا تتسبب حركة الاحتكاك بالرمال في حدوث انسلاخات وقروح تعكّر على السائح متعة إجازته.
الوجهةالمفضلة
لهذه الأسباب مجتمعة وغيرها الكثير، تعتبر "واكاتشينا” مكاناً جميلاً وممتعاً للزيارة، وهي من الوجهات المفضلة لدى رجال الأعمال في البيرو، فالمناظر الطبيعية فريدة من نوعها، ووسائل التسلية متوفرة للصغار والكبار على السواء، ويُضاف إلى ذلك أن تكلفة زيارة المكان والمبيت فيه وتناوُل الوجبات تظل كلفتها معقولة بالمقارنة مع غيرها من المنشآت السياحية على مستوى المنطقة.
العرب… نادرون!
وعلى الرغم من صغر واحة "واكاتشينا” من حيث المساحة وعدد السكان (169 شخصاً لا غير) فإن فيها عدداً من الفنادق والمتاجر التي توفر وسائل الراحة للسياح الذين يتوافدون إليها من كافة أنحاء العالم على مدار السنة، ولقد لاحظنا أن نسبة العرب بينهم تكاد تكون منعدمة.
ثمة مفارقة عجيبة هنا، وخلاصتها أن المكاتب المتخصصة تنصح عملاءها بعدم الحجز مسبقاً للإقامة في واكاتشينا، وإنما التوجُّه إليها بوسائل النقل المتاحة، جواً انطلاقاً من العاصمة "ليما” ثم براً إلى الواحة والانتظار هناك لـ”اقتناص” فرصة مواتية في سياق الحركة التي لا تنقطع لوصول ومغادرة الزوّار للواحة.
ثمة مفارقة عجيبة هنا، وخلاصتها أن المكاتب المتخصصة تنصح عملاءها بعدم الحجز مسبقاً للإقامة في واكاتشينا، وإنما التوجُّه إليها بوسائل النقل المتاحة، جواً انطلاقاً من العاصمة "ليما” ثم براً إلى الواحة والانتظار هناك لـ”اقتناص” فرصة مواتية في سياق الحركة التي لا تنقطع لوصول ومغادرة الزوّار للواحة.
وقفة للتأمل
ومن الممارسات التي تستوقف الكثيرين من السيّاح، التوقف عن أي نشاط للتأمل والتفكير عند الغروب الرائع للشمس في جو من السكون العجيب الذي يكتنف قلب الصحراء.
ثم أخذ فترة من الراحة بعد يوم مُفعم بالحركة.
أو التمتع بحياة الليل في هذه الواحة الحالمة.
معلومات مفيدة
– تبعد "واكاتشينا” خمسة كيلومترات فقط عن إيكا، عاصمة المحافظة، ويمكن قطع المسافة بسيارة أجرة خلال 15 دقيقة.
-كما يمكن ركوب باص مكيّف الهواء من العاصمة "ليما” إلى مدينة إيكا، وهو أسهل وأرخص، وتستغرق الرحلة 4 -5 ساعات لعبور مسافة 325 كيلومتراً.
-غرف بعض الفنادق بسيطة، لكن تتوفر فيها الأساسيات وتقدم وجبة إفطار مجانية.
-لا يوجد في واحة "واكاتشينا” بنوك، لكن فيها جهاز للصرف الآلي.
-كما يمكن ركوب باص مكيّف الهواء من العاصمة "ليما” إلى مدينة إيكا، وهو أسهل وأرخص، وتستغرق الرحلة 4 -5 ساعات لعبور مسافة 325 كيلومتراً.
-غرف بعض الفنادق بسيطة، لكن تتوفر فيها الأساسيات وتقدم وجبة إفطار مجانية.
-لا يوجد في واحة "واكاتشينا” بنوك، لكن فيها جهاز للصرف الآلي.
تقاليد الإنكا
كلمة «إنكا» تعني: الملك أو الابن الأوحد للشمس، ومن المظاهر الغريبة أنه يتزوج بأخته الشقيقة من أجل المحافظة على سلالة الدم الملكي.
وتسمى الملكة «كويا»، ويعتبر الإثنان منحدرَين من إله الشمس وفق عبادتهم.
وتسمى الملكة «كويا»، ويعتبر الإثنان منحدرَين من إله الشمس وفق عبادتهم.
ويقال أن نسل الامبراطورية كان به أربعمائة طفل من هذا الهجين، وكان من صلاحيات الملك وحده حق منح زوجة إضافية للنبلاء من علية القوم، وما زالت هذه العادة تجري إلى الآن بين الأغنياء الإقطاعيين في مجاهل غابات «بيرو»، و«الإكوادور»، و«بوليفيا» وبعض دول أمريكا اللاتينية.
مواضيع قد تهمك:
ليست هناك تعليقات: